مشروع مكتبة الأجيال

أقدمت دار الكتب والوثائق الوطنية على استحداث مكتبة جديدة تضاف الى فعاليات الدار المختلفة ، تحمل اسم (مكتبة الأجيال) لتضم كتباً ومصنفات ثقافية ودوريات تناسب هذه الفئات العمرية وبمختلف شؤون المعرفة ، بهدف تنمية الوعي الثقافي لدى الفئات العمرية من ستة أعوام الى سبعة عشر عاماً.  

وقد شيدت بناية حديثة في موقعها الحالي ، مخصصة لهذه المكتبة التي تأتي استكمالاً لخطوات أخرى قامت بها هذه المؤسسة الثقافية التي تحتوي على أكبر مكتبة في العراق .

ولعل أهمية مكتبة الأجيال ستكون الأولى من نوعها في العراق في ظل واقع حياتي تعرض لهزات عنيفة تسببت في ابتعاد هذه الفئات لعمرية عن القراءة وشيوع الثقافة المسطحة التي تعصف بالأشبال والشباب ليس في العراق وحده بل في مختلف دول العالم وانغماس العدد الأكبر من هؤلاء في البحث عن وسائل اللهو، وعدم الإهتمام بالقراءات النافعة . وعليه فإن مكتبة الأجيال تكتسب أهمية استثنائية ، لأنها تختص بتثقيف شريحة مهمة من شرائح المجتمع.

إن إنشاء هذه المكتبة يصب في ما أكدته منظمة اليونسكو منذ عام 1949 وفي أكثر من مناسبة على مسؤوليات المكتبات العامة تجاه الأطفال بواسطة توفير الفرصة لهم للاستفادة من خدماتها بأنفسهم لكي يتمكنوا من البقاء على إتصال بالتطور العلمي والثقافي .

أهداف المكتبة

جاءت فكرة مكتبة الأجيال ضمن توجه واع ٍعام مفاده أن هناك حاجات ثقافية فعلية وحيوية أصبح من الضروري إشباعها نظراً للتحولات الحاصلة سياسياً وثقافياً وتعليمياً في العراق وضرورة غرس قيم عصرية في ذهن الطفل
، تقوم على حب المعرفة والتواصل الاجتماعي وحقوق الطفل الأساسية ، أي إن هناك حاجة للتنمية الثقافية على مستوى الأعمار المبكرة ، وليس فقط على مستوى البالغين الذي يجري التأكيد عليه فقط من قبل المؤسسات الثقافية الرسمية وغير الرسمية.

وتركز مكتبة الأجيال على تحقيق أهداف تعليمية وتنموية واجتماعية و ترفيهية يمكن إيجازها في النقاط الآتية :
ـ توفير بيئة صحية مناسبة للقراءة الحرة للأعمار المبكرة ، أي خارج نطاق الدروس التعليمية التقليدية. لهذا فهي تُمثل مركزاً تعليمياً إضافياً يساعد الأطفال والناشئة في التثقيف الذاتي بالوصول الى مصادر معرفية جديدة 
ـ  إتاحة الفرصة للأطفال والناشئة لاستعراض مواهبهم في القراءة والكتابة والشعر والقصة والرسم.
ـ تأكيد أهمية الإهتمام بثقافة الأطفال وبالتالي تشجيع التخصص في الإنتاج الثقافي للأطفال والناشئة وخلق جيل جديد من المؤلفين المبدعين في ميادين الكتابة الادبية والموسيقية والفنية وغيرها.

ـ مدّ جسر بين ثقافة عالمين: عالم الصغار وعالم الكبار، أي توفير شكل أولي من أشكال اللغة المشتركة داخل الأسرة وداخل المجتمع بشكل عام

ـ الإسهام بعملية خلق شخصية مفكرة وفاعلة ومتفاعلة مع الآخرين بدلاً من شخصية سلبية ومنفعلة وانعزالية . 
ـ تسهيل وصول الطفل الى المعلومات وطرق الوصول اليها وبأشكال مختلفة وإشعاره وتوعيته بأهمية المحافظة عليها ، وهذا قد يشجعه على إنشاء مكتبته الخاصة في البيت.

ـ  تؤدي المطالعة الى ظهور إهتمامات جديدة جادة لدى الطفل والناشئ .

ـ تنمية روحية المشاركة والتعاون في القضايا الاجتماعية العامة.

مكتبة الأجيال نموذج مستقبلي :

إن الفكرة الأساسية هي استثمار نجاح مشروع مكتبة الأجيال في جعله نموذجاً يمكن تطبيقه على المستوى الوطني . فالخطوة الثانية التي تتبناها دار الكتب والوثائق الوطنية  هي طرح فكرة مشروع متكامل على مجلس محافظة بغداد بهدف إنشاء شبكة من مكتبات الأجيال في الأحياء السكنية ، لاسيما الفقيرة والمحرومة. أما الخطوة الثالثة فتمثل إقناع كل محافظة بإنشاء شبكة مكتبات أجيال ، في حين تمثل الخطوة الأخيرة إنشاء شبكة وطنية من مكتبات الأجيال . 

وتأمل دار الكتب والوثائق الوطنية  في أن تكون مثل هذه المكتبات تحت اشراف السلطات المحلية إدارياً ومالياً مؤقتاً ولكن ترى الدار أهمية إنشاء مؤسسة إتحادية للإشراف على تلك المكتبات من أجل تحقيق أهدافها وتوحيد برامجها وتوجهاتها التعليمية والثقافية وإبقائها بعيدة عن عالم السياسة والأحزاب والايديولوجيات.
المجموعات المكتبية التي ستضمها مكتبة الأجيال:

ـ مطبوعات ورقية (كتب ودوريات وصور وملصقات خاصة بالأطفال والناشئة).

ـ مطبوعات رقمية .

ـ مجموعات سمعية رقمية وتقليدية (الاستماع الى أغاني اطفال وقصص الأطفال المسجلة).
ـ مجموعات بصرية رقمية وتقليدية (أفلام سينمائية روائية وأفلام كارتون وبرامج كمبيوترية تعليمية وتثقيفية).

هيكلية المكتبة :

ـ موقع خاص بالمكتبة على شبكة الأنترنت (استمرار التواصل حتى بعد انتهاء ساعات العمل اليومية) .
ـ مرسم للأطفال .

ـ مركز للأنترنت والحاسوب .

ـ قاعات مطالعة لمختلف الأغراض.

ـ الإدارة .

وسائل الجذب :

ـ موقع مكتبة الأجيال على شبكة الأنترنت .

ـ تنظيمات سفرات لزيارة المكتبة من قبل تلاميذ المدارس ورياض الأطفال.

ـ استخدام مختلف أنواع الدعاية كالملصقات .

ـ إقامة معارض خاصة للصغار وأخرى للكبار ، موضوعاتها عن عالم الأطفال والناشئة .

ـ التنسيق مع كلية اومعهد الفنون الجميلة لغرض الاستفادة من الإمكانيات الفنية لطلبة أقسام السينما والسرح في

سرد الحكايات بشكل تمثيلي .

ـ تنوع وسائل الوصول الى المعلومة لمنع الملل .

ـ استخدام الديكور والآثاث والألوان الجميلة .

الحملة الترويجية لتعميم مشروع مكتبة الأجيال:

ـ توعية عامة الناس بأهمية الإهتمام بعالم الأطفال والناشئة تميّزه عن عالم الكبار من حيث الحاجات والميول والرغبات.
ـ إشعار صناع القرار بأهمية الاستثمار الحقيقي في عالم الأطفال والناشئة ، كون التنشئة والتربية المبكرة علمياً وثقافياً  يُعد جزءًا حيوياً من التنمية الوطنية الشاملة .

ـ إشعار الانتليجينسا العراقية بضرورة تحمل المسؤولية عن طريق الإهتمام بثقافة الأطفال  بصورة أوسع وأعمق .